![تصفيق](https://static.wixstatic.com/media/d6955d_21f9d83b0554467691b1199b6d21dbcf~mv2.jpg/v1/fill/w_980,h_560,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01,enc_avif,quality_auto/d6955d_21f9d83b0554467691b1199b6d21dbcf~mv2.jpg)
دعونا ننظر للأمر من زاوية مختلفة بعض الشيء!
بلا شك ... تكمن المفارقة فيما جرى بالكونغرس الأمريكي منذ يومين في الحجم الهائل من النفاق السياسي والأخلاقي والبشري المتمثل بكل هذا التهافت المسعور للاحتفاء بنتنياهو ... ولكن أنا أرى مكمن النفاق في أمر آخر.
فبعيداً عن كل ما وُصف به هذا الرجل من فساد داخل البلاد، وإجرام بحق الأبرياء في فلسطين ... وبفرض أننا قمنا بتصفير العداد وركوب موجة الحياد التام ... فإن أبسط ما يمكن أن نقوله عن هذا الرجل أنه رجل (فاشل) !!!
ووصفي له بالفاشل هنا لا يعني تسويق دعاية محور "المقاومة والممانعة" الهزلي الكرتوني المتخم بالحشيش الفكري وأوهام النصر الزائف .. والذي لايزال مقتنعاً هو وجمهوره الساذج - إلى هذه اللحظة وبالرغم من كل ما جرى - بأن نتنياهو قد هُزم في غزة وأن "المقاومة" انتصرت! بل أنا أرى فشله من منظور آخر لا علاقة له بالمقياس العسكري ولا السياسي ... بل أراه فاشلاً من منظورين اثنين: الفشل الإداري، والفشل الأخلاقي.
فمن حيث العسكرة والسياسة ... لا يستطيع أحد عاقل متزن متنزه عن كل مظاهر المراهقة الفكرية أن ينكر بأن نتنياهو قد انتصر (ولو جزئياً) وأنه قد حقق مبتغاه كاملاً من كل تلك الحرب القذرة التي أطلقها منذ 9 شهور ... تلك الحرب القذرة بكل أطرافها دون أي استثناء (وقولوا عني ما شئتم) والتي لم يذهب ضحيتها إلا مدنيو غزة الأبرياء.
أما إدارياً، وكرجل يُعتبر رأس الدولة - ان جاز لنا أصلاً ان نعتبرها دولة - فلا يوجد أي مسؤول يسمح بسقوط كل هذه الخسائر من الطرفين ثم يعتبر نفسه رجل دولة ناجحاً، بل ويقف بكل وقاحة بوجه كل المطالب بتنحيه واستقالته، ويتمسك هذا التمسك المستميت بالكرسي، ويحاول إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة لكيلا يجد أحد فرصة لمحاسبته على ملفات فساده وفشله الإداري المزري.
والأمر ذاته ينطبق بشكل أو بآخر على الفشل الأخلاقي ... إذ ما لذي يبرر قتل 40 ألف مدني أعزل في سبيل القضاء على مجموعة مسلحة محدودة؟ أين البطولة والعظمة والانتصار في كل ذلك؟ بل والأدهى ... أين ما يستحق كل هذا التصفيق (المستميت) لأجله؟
وهنا نعود لبيت القصيد ... هل يستحق رجل فاشل إدارياً وأخلاقياً كل هذا الاحتفاء المثير للغثيان؟ ومن دولة تعتبر نفسها أرقى دولة دستورية وديمقراطية في العالم بل في التاريخ كله؟ هل وصل بهم حد النفاق لأولئك (القوم) إياهم إلى حد تجاهل كل قيمهم الديمقراطية والمؤسساتية ... ولن أقول الأخلاقية أيضاً لأن بضاعة الأخلاق باتت بضاعة مزجاة في سوق زماننا الأغبر الأرعن؟؟؟
ماذا أصاب هذا العالم المجنون ...؟!
Comments