top of page
بحث

كلمة عابرة ... في سياق جنون الأزمة

صورة الكاتب: محمد حسن أطرشمحمد حسن أطرش

تاريخ التحديث: ٢٦ يوليو ٢٠٢٣


جنون الأزمة

حقيقةً لم يعد يعنيني كثيراً موضوع مدى مصداقية التهويل الإعلامي العالمي حول خطورة فايروس كورونا المستجد، فمن الواضح تمام الوضوح أن هناك إجماعاً دولياً على استثمار هذه الجائحة لتحقيق أهداف لا يعلمها إلا الله! ما يعنيني في واقع الأمر - وأنا في خضمّ المعمعة - أن قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في كل أرجاء العالم بات مهدداً بالانهيار ... وهذا الأمر ليس ذو صبغة اقتصادية بقدر ما هو ذو طابع اجتماعي وانساني بحت!!! انهيار هذا القطاع الحيوي الذي يؤمن 70% من وظائف الكرة الأرضية وأعمالها سيؤدي معه إلى انهيار في البنية الاجتماعية للشعوب وخاصة الدول النامية – والتي تركيا من بينها – بحيث تعود الطبقة الوسطى للتلاشي والاضمحلال من جديد بعد ان كادت تنهض في بداية هذا القرن من كبوتها الطويلة! وهكذا ستعود المجتمعات لتنقسم إلى طبقتين واضحتيّ التمايز والتباعد: طبقة فاحشي الثراء من السياسيين ورجال النفوذ وزعماء العصابات وأصحاب الشركات الكبرى، وطبقة المطحونين الفقراء من المعدمين والعمال والموظفين الحكوميين.

برأيي المتواضع جداً – والذي حاولت إخفاءه طويلاً منذ بداية هذه الأزمة – أن هناك مؤامرة واضحة – رغم أنني لست من عشاق نظريات المؤامرات – حول طريقة التعاطي مع فايروس كورونا المستجد! ولاحظوا أنني قلت (مع طريقة التعاطي) فقط، وليس مع الفايروس نفسه! أي أن الفايروس حقيقي فعلاً، وغير اعتيادي فعلاً، إلا أن هناك هالة من التهويل العالمي المقصود حول خطورته ومدى انتشاره وفتكه بالبشر ... والنتيجة أن المجتمعات والقطاعات الاقتصادية الصغيرة تسير مرغمة – ودون وعي أصلاً – خلف آلة التهويل الإعلامي المقصود إياه، والهدف؟ لا أحد يعرف هذا الهدف إلا أبالسة النظام العالمي الجديد، ولكن يبدو واضحاً أن هناك خطة جديدة بالكامل لإعادة رسم خارطة اقتصاد العالم، وإعادة البشر إلى عصر جديد من عصور العبودية الطويلة التي مرت عليهم بأشكال شتى، سواءً جسدياً، أو فكرياً، أو قمعيّاً، أو اقتصادياً.

الأمر خطير فعلاً! ومالم تسارع الحكومات والشركات الكبرى إلى دعم قطاع الاقتصاد المصغّر بكل أشكال الدعم الممكنة، ستحدث انهيارات مروعة في البنى الاقتصادية في كل أرجاء العالم، ومعها كوارث اجتماعية غير مسبوقة، بعد أن يجد ملايين البشر حول العالم أنفسهم بلا مورد رزق ولا معين ولا بديل. ومالم تقم الحكومات والشركات الكبرى بالدعم ... فثقوا أنها راضية أصلاً عن هذا المآل، وأنها شريكة في رسم هذه الخطة المروعة لذاك المستقبل المظلم الآتي.

ربما كان هذا الطرح مدعاة للسخرية والاستخفاف من قبل البعض، ولا أخفيكم سراً إذا اعترفت لكم بأنني أنا نفسي قد سخرت منه يوماً في بدايات هذه الأزمة، إلا أن المنحنى المرعب الذي تنحدر فيه هذه الأزمة – اقتصادياً واجتماعياً، وليس صحياً وأمنياً كما يحاول أن يروج البعض – يدعونا لشيء من التأمل ... أو ربما لثورة عارمة على هذا الواقع العبثي السخيف.


محمد حسن أطرش

١٧٢ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page