top of page
بحث

القول الفصل حول حركة حماس

صورة الكاتب: محمد حسن أطرشمحمد حسن أطرش

تاريخ التحديث: ٢٦ يوليو ٢٠٢٣


حركة حماس

أريد أن أنهي الحديث حول حركة حماس بالنسبة إليّ، موضحاً بعض النقاط الهامة، تمهيداً للعودة بعد ذلك إلى حالة السُبات السياسي التي عاهدت نفسي على الركون إليها (قرفاً لا كسلاً) ولأرجع للحديث عن هموم التاء المربوطة وسفاهة منصات التواصل.


يقولون لك: حماس مجبرة! حماس محاصرة! وغزة مخذولة من كل الدول العربية (وهذا غير صحيح أبداً وفيه من المبالغة ما لا يجهله العقلاء) ويقولون لك حماس تربي الأجيال على الجهاد ومحبة الله ورسوله ووو... (وداعش وملالي إيران يربون الأجيال على حب الله ورسوله – بزعمهم – فهذا ليس مقياساً أبداً).


حجج كثيرة أوردها من دافع عن حماس (أو شبّح لها تشبيحاً أعمى) في معرض انبطاحها المكشوف أمام العدو الإيراني، وعاب علينا تشنيع هذا الانبطاح ونهي حماس عنه، وكأن حماس قدس الأقداس والملاك المطهر المنزل الذي لا يجوز المساس به أو نقده، فقط ... لأنهم يقاتلون الكيان الإسرائيلي! ولأنهم يرفعون راية مكتوباً عليها (لا إله إلا الله)!


كلام كثير قيل، وكلام كثير يمكن أن يرد على ما قيل، ولكن دعوني أسرد بعض التساؤلات هنا ...


لماذا حوصرت كل المدن السورية الثائرة وجوعت وقصفت وقتل أهلها ونكل بهم .... فلم تركع ولم تهادن رغم كل الخذلان والاتجار بالثورة السورية في بازارات السياسة، حتى ولو كان الثمن هو التهجير في آخر المطاف؟ لماذا دائماً يجوز للفلسطينيين ما لا يجوز لغيرهم؟ لماذا يجب أن نلتمس العذر لحماس في الوقوف إلى جوار قاتل لا يقل إجراماً عن الكيان الصهيوني؟


أعلمُ تماماً بأن لغة السياسة والمصالح تطغى دائماً على لغة العواطف والمثل العليا .... ولكن مادامت حماس تريد الانجرار خلف المصالح على حساب المثل والقيم ... فلماذا تركب مسار المقاومة أصلاً؟ ولماذا النضال كله؟ ولماذا الصمود كله؟ أليست هذه كلها قيم ومثل عليا؟ أم أنهم يحق لهم اختيار ما يريدون من القيم فقط ... بما يجعل من هذه القيم في آخر المطاف مجرد شعارات فارغة لا معنى لها، ومجرد حرب قذرة بين قوتين تتبادلان إطلاق النار لا أكثر؟


أنا واحد ممن ينتقدون حماس بشدة بسبب ما تفعله اليوم، إلا أنني انتقدها وأهاجمها من منطلق شخص كان في يوم من الأيام يعشق حماس وقادتها ورجالها ... لا من منطلق شخص حاقد كاره للمقاومة الحقيقية الأصيلة، وحتماً ليس لأنني (متصهين) كما بات يحلو لبعض المراهقين والدجالين أن يصفوا كل معارض لحلف (المقاومة الإيرانية) به. إنني أنتقد حماس وأشنع عليها من قلبٍ مخذول محروق مطعون ... انتقد حماس نقداً قاسياً لأنني أربأ بهم الانزلاق إلى هذا المستنقع الإيراني القذر.


نريد من حماس موقفاً رجولياً شجاعاً إزاء المجرم الإيراني ... لأن المثل والقيم والأخلاق لا تتجزأ ... فإما مهادنة مع كل المجرمين، أو مقاومة ضد كل المجرمين، وهذه هي المقاومة الحقيقية، وهذه هي الشجاعة الحقيقية ... وهنا فقط يمكن أن نقول بأن هناك (نصراً إلهياً) قائماً وموجوداً وحقيقياً. أما أن تزعموا بأنكم منصورون من الله وأنتم ترضون بمنح المجرم الإيراني صك ملكية أبدياً للقضية الفلسطينية والمقاومة ... فهذا أبعد ما يكون عن الحق والمنطق والطريق القويم ... وكفانا آنذاك من تصديع رؤوسنا بالشعارات والأوهام التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء بالدم والخوف والحصار.


عودوا ... لكي نعود! لسنا ضدكم ... بل نحن محبوكم المطعونون المخذولون في كل أرجاء العالم العربي والإسلامي ... فهل وصلتكم الرسالة بوضوح؟

٢٨ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentarios


bottom of page