
لا أحد يدري حتى الآن ، أي شيء دفع نظام العصابة في دمشق لتكرار جريمته الكيماوية مجدداً للمرة الثانية وبكل هذا الاندفاع المكشوف الأهوج الذي عرّاه تماماً أمام كل العالم الذي لطالما تستر عليه وتجاوز عن جرائمه الشنيعة مراراً وتكراراً !
غالب الظن ، أن صانعي القرار ضمن هذا النظام – أو من يقف وراءهم – خُدعوا بالتصريح الأمريكي الذي مفاده أن أولويتهم في سوريا هي محاربة تنظيم داعش فقط ، وهو ما تراءى لمعظم المحللين بأن الولايات المتحدة لا مانع لديها من بقاء نظام دمشق في الوقت الراهن . ما دفع أكابر مجرمي هذا النظام للإيغال والإمعان في إجرامهم بحق الشعب المدني الأعزل الذي يحتضن الثورة والثوار ، وبضربة نوعية يجسون فيها نبض الإدارة الأمريكية الجديدة التي كانوا أول المحتفلين بوصولها إلى سدة الحكم !
وهكذا كان ، واستيقظ العالم صباح الرابع من نيسان على جريمة شنيعة أخرى من جرائم هذا النظام ، ورأى العالم أجمع صور جثث الأطفال المكومة بلا حراك في ( خان شيخون ) بعد أن أطفأت غازات المجرمين نور الحياة من عيونهم للأبد !
هل كان طعماً وضعه الأمريكان لاستدراج نظام دمشق إلى موقع الجريمة وضبطه متلبساً ؟ أم هل كانت جريمة أخرى من جرائم هذا النظام الفاشي القاتل صممها خصيصاً لجس نبض المجتمع الدولي وإظهار مدى غطرسته واحتمائه بالقوى الكبرى ؟ أم هل كان الاحتمالان معاً ؟؟؟ لا أحد يدري على وجه التحديد ... إنما المؤكد أن رد فعل الإدارة الأمريكية حيال هذه الجريمة كان فائقاً لكل التوقعات !
فما أن عرضت صور الجريمة على الرئيس الأمريكي – الذي أثبتت التجارب مدى ردود فعله الانفعالية – حتى استشاط غضباً ، وأمر فوراً بتوجيه ضربة تأديبية للنظام المجرم ، وفي نفس المكان الذي انطلقت منه الطائرات القاتلة . وهذا مالم يخطر ببال نظام دمشق ولا بال حلفائه الذين لطالما تلقوا التهديدات الفارغة الجوفاء من كل أرجاء الأرض ، دون أن يقدم أحد على عقابه بشكل فعلي وموجع .
هل ستكون هذه الضربة الأمريكية هي الأولى والأخيرة في آن معاً ؟ أم أن ضربات أخرى ستتبعها إلى أن يتهاوى طغيان هذا النظام ؟ أم أن هذه الضربة كانت مجرد مسرّع لمشروع توافقي تقاسميّ ما يدبر لسوريا في ليل مظلم ؟
لا جواب في الوقت الراهن ... ولا صوت يعلو على صوت انّات الجرحى والمكلومين والمظلومين في ميادين الموت والقهر والرعب على الثرى السوري .
Comments