![أحداث فلسطين](https://static.wixstatic.com/media/d6955d_d6f51fc838c24e2c968faa3cd056c9e6~mv2.jpeg/v1/fill/w_980,h_551,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01,enc_avif,quality_auto/d6955d_d6f51fc838c24e2c968faa3cd056c9e6~mv2.jpeg)
وجب نشر هذا التنويه في صورة مقالة سريعة، أولاً كتبرئة لنفسي من تجاهل نصرة الانسان وكفاح الانسان لأجل قضاياه العادلة، وثانياً كرد على كل الزوابع والأعاصير التي انصبت عليّ مؤخراً بسبب موقفي من أحداث فلسطين، هذا الموقف الذي لم يعجب الكثيرين بحال من الأحوال، لأن طعم الدواء مرّ، وكذلك طعم الحقيقة ... الحقيقة التي لا يريدها أحد لأننا سعداء بنشوة المخدرات الفكرية، وأوهام البطولة الزائفة، وظلامية التعبد أمام أصنام لا حصر لها ... أصنام النفاق، أو الجهل على حد سواء.
بداية أقول: كل كلامي الذي أوردته في الأيام الخمسة الماضية سواءً في منشورات أو مقالات أو مقاطع فيديو كان ردة فعل على الأحداث التي جرت في القدس كبداية، والتي لم تكن دموية بحال من الأحوال، حتى القصف على غزة لم يكن قد ارتفع بهذا الجموح الإجرامي كما وصل إليه الحال اليوم.
وعليه أرجو قياس كل كلامي السابق بناءً فقط على أحداث القدس، وألا يفهم كلامي السابق على أنه استهانة بالدماء الطاهرة البريئة التي تراق اليوم في غزة على يد الكيان المجرم، مع تأكيدي وإصراري على أن لا إجرام في العالم كله يمكن أن يفوق إجرام نظام العهر والسفالة والنذالة في دمشق.
وإنني مع تأكيدي على تضامني التام مع إخوتي الفلسطينيين الأحرار (الأحرار والشرفاء منهم فقط) الذين أيدوا ثورات إخوتهم العرب في كل مكان، وتضامني مع المدنيين الأبرياء الذين تطالهم اليوم يد الإجرام الصهيونية القذرة، فإنني أؤكد في الآن ذاته مقتي التام، وبراءتي الكاملة من عملاء إيران في فلسطين وحول فلسطين، وقناعتي التامة بأنهم مجرد أدوات وظيفية في يد العدو الإيراني الذي لا يقل سفالة عندي وعند كل حر شريف عن العدو الإسرائيلي.
وأؤكد في هذا السياق بأن حكمي على هؤلاء العملاء ليس قائماً على نشاطهم ضد العدو الإسرائيلي مهما علت وتيرة هذا النشاط ومهما جمّله السذج وصفق له المخدوعون، فموقفي تجاههم سيبقى كما هو حتى ولو حرروا فلسطين من أقصاها إلى أقصاها! لأن البوصلة بالنسبة إلي ليست (فلسطين) وليست أي قضية أو شعارات أو كومة حجارة! البوصلة والقضية بالنسبة إليّ هي (الانسان) وكرامة الانسان ودم الانسان، وهي الشأن المقدس الوحيد الذي علمتنا كل الأخلاق والأديان منذ فجر التاريخ إلى اليوم أنه الأسمى والأعلى وميزان الحساب الصعب.
كما أؤكد بأن موقفي من حملات النفاق والمزاودات والتطبيل إزاء ما يحدث في فلسطين أمس واليوم وغداً سيبقى كما هو حتى ولو خسرت كل من حولي من معارف ورفاق وأصدقاء! فالحق بيّن والباطل بيّن، ولست أنا حتماً من يحكم على كل انسان بأنه منافق أو صادق، فلكل انسان من نفسه رقيب عليه بما يكفيه، وضميرك هو الحكم.
فهل تنصر قضية فلسطين بعد أن أديت واجبك الكامل تجاه نصرة كل القضايا العادلة الشجاعة الأخرى؟ وهل فضحت جرائم الحكام العرب والطغاة الآخرين بحق شعوبهم قبل أن تفضح وتهاجم جرائم الكيان بحق إخوتنا الفلسطينيين؟ وهل تعتنق اليوم قضية فلسطين عن قناعة وشجاعة مدفوعاً بغيرتك على الحق والانسان والكرامة، بما يدفعك لنصرة الانسان المظلوم في كل مكان ... أم أنك تعتنق القضية الفلسطينية مدفوعاً بالإمّعية وحمى القطيع وسعار النفاق، ويخرس صوتك تماماً إزاء كل القضايا الأخرى التي تفوق قضية فلسطين فجائعية وألماً؟ هل كسرت كل أصنام الخوف والتبعية والعبودية والجهل في عقلك قبل أن تنصر القضية الفلسطينية .... أم أنك مجرد رقم آخر في غثاء السيل؟ الحكم لك وحدك يا عزيزي، أما أنا فعلي التذكير، وعليّ استنكار هذا الفيض العارم من قيء المنافقين والمراهقين والجهلة، فإن أزعجك هذا الاستنكار فأنت – للأسف – واحد منهم، وإلا فإن استنكاري يجب أن يشفي غليلك وأن تقف إلى صفي فيه.
أجدد عهدي ومناصرتي لإخوتي الأحرار في فلسطين كلها – والأحرار فقط، لا عبيد الأصنام والأوهام منهم – كما أؤكد تضامني مع إخوتي المدنيين الأبرياء في غزة، واستنكاري لجرائم العدو الإسرائيلي اللعين، وبراءتي من المقاومة الزائفة، العميلة لعدو آخر لا يقل إجراماً عن العدو الصهيوني.
وختاماً أؤكد بأنني واحتراماً للدماء الزكية الطاهرة التي تسيل اليوم مدرارة في غزة، سأتوقف مؤقتاً عن الحديث حول أحداث فلسطين وانتقاد تطبيل المطبلين ونفاق المنافقين وجهل الجاهلين، لحين انتهاء هذه الأحداث الأليمة على خير ما قدره المولى عز وجل، ولعله خير، وأسأله جل وعلا أن يحفظ مدنييّ غزة وأطفالها من كل مكروه، وأن يرحم من ارتقى منهم غدراً وغيلة على يد المجرمين، وأن يرد كيد الكيان الإسرائيلي وكيد الكيان الإيراني عنا وعن كل بقاع الأرض وشعوب العالم.
Comentários