
(سوريا هي عبارة عن رمل وموت) ! بهذه العبارة وصف ترامب بلادنا اليوم في أحد خطاباته المجنونة التامة الانفلات ... مختزلاً تلك الـــصـــورة المعلبة الجاهزة التي تحملها العقلية الغربية بأسرها عن جنة الأرض سوريا ، تلك الصورة القميئة التي لم تولد مؤخراً ولم تخترع حديثاً ... بل هي موجودة منذ زمان بعيد - عمداً أو جهلاً - والتي تحاول أساطين الــفـــكر والسياسة والاعلام الغربية بثها في العقول من خلال كل الوسائل ! كل متابع نهم للسينما الأمريكية مـــثــــلــي سيعرف تماماً ما أتحدث عنه ... حيث يصورون لك سوريا دائماً على أنها عبارة عن صحراء جرداء قـاحـلـة أهلها متخلفون وتسرح فيها العصابات الإرهابية ذات الأثواب الطويلة واللحى الشعثاء !!! ترامب الــيــوم فـي وصفه المستفز هذا عبر بدقة عن الجهل الغربي الأحمق بحقيقة هذه البلاد العريقة المجيدة الجميلة وأهــلــها - ولا يمكن أن نتوقع من أهوج جاهل كترامب شيئاً آخر - هذا الجهل الذي غذته في الخمسين عاماً الماضية آلة إعلامية ماسونية ضخمة هدفها فقط طمس معالم الحضارة العظيمة التي خرجت من أرضنا وأنارت العالم كله ... وإبقاء هذه الأرض في حالة مقت ونفور من قبل العالم أجمع ، إضافة للمجهود العظيم الذي تبذله السـياسة العالمية لإبقاء بلادنا العربية جمعاء في حالة حرب وفوضى وجهل إلى الأبد ! عندما يتحدثون عن سوريا الحاضر ... ينسون أو يتناسون عمر أبو ريشة وفارس الخوري وعـلي فـــرزات وكل العقول الجبارة في السياسة والفن والعلوم ! ينسون الجبال الخضراء الفاتنة والشواطئ الذهبية الساحرة ! ينسون كسب وصلنفة وبلودان وأم الطيور والباسوطة ! ينسون حلب ودمشق وحمص التي كانت من أعــرق وأحدث المدن عندما كانت الحضارة الغربية تعيش في الكهوف القذرة !!! ينسون وينسون وينسون ... لؤماً أو جهلاً أو غباءً . أنا أعلم بأن البكاء على الأطلال والندب على ماضينا العريق لا يفيد ونحن نتخبط في مستنقعات الواقع المظلم ! إلا أنها غصة في القلب تنتابني كلما وصف أحدهم سوريا الجميلة بأنها مجرد (صحراء) ! هو وصف غـبي أحمق قاصر ... أكثر من كونه مستفزاً ولئيماً ومتعالياً ... ولكن كم نحتاج لأن نحارب ، فقط ... لكي نغير هذا المفهوم السخيف في عقول العالم أجمع !
Comments